لماذا يكره النرجسيّون انفسهم

من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن السلوك النرجسي منشأه الحب الشديد للذات، والهوس بالنفس، والتمحور حول الذات. ان النرجسية في الواقع هي تدني مستوى تقدير الذات، ووجود حاجة ملحة لإثبات النفس

يعاني الأشخاص النرجسيون في الواقع من الإحساس بانعدام الأمان والشعور بالعار، وحياتهم بالكامل ليست سوى محاولة لتحسين صورتهم. ولم تكن للنرجسية يوما ما علاقة بحب الذات، إنها متعلقة بشكل كامل تقريبا بكراهية الذات

وأظهرت دراسة جديدة أن النرجسيين الذين لديهم شعور بالعظمة، قد لا يعتبرون نرجسيين على الإطلاق، لأن سلوكهم يتشابه مع سلوك مرضى الاعتلال النفسي (سايكوبات)، وهو اضطراب عصبي نفسي يتسم بضعف الاستجابات العاطفية، وغياب التعاطف مع الآخرين، وضعف الضوابط السلوكية والتصرف بما يخدم الذات فقط

فحاجة النرجسيين المستمرة للاستحواذ على الاهتمام، وهوسهم الواضح بالذات، يأتيان من محاولتهم التستر على شعور عميق بعدم الأمان

السعي لتعزيز النفس هو جانب طبيعي من الشخصية، لكن النرجسية يمكن أن تؤدي إلى “أن يصبح تعزيز النفس هو الغاية الأهم في جميع المواقف تقريبا، وقد يتم السعي إليه عبر طرق إشكالية وغير مناسبة”

في هذه الحالات، يمكن للسلوكيات التي تهدف إلى تعزيز المصداقية أن تؤدي إلى نتائج عكسية، لأن إعجاب الناس بالشخص الذي يمارس ذلك يتراجع في نهاية المطاف.

ويطلق على هذا السلوك المتكرر اسم “السلسلة غير القابلة للتكيف”، وهي بمثابة دورة لـ”هزيمة ذاتية”

وتبدأ هذه الدورة من إحساس النرجسي “الضعيف” بالخوف من أن لا ينظر إليه الآخرون بطريقة ترضيه، لذا، يبادر إلى تعظيم نفسه لتخفيف هذا الخوف. لكن المفارقة هنا، هي أن الآخرين يبتعدون عنه بسبب هذا السلوك، ما يؤدي بالشخص النرجسي إلى العودة إلى المربع الأول

وفي الواقع، فإن تعظيم النرجسي لنفسه يجعل نظرة الآخرين له أسوأ

وهذا السلوك النرجسي لا يعود عليه بالفائدة، لكنه يواصل القيام به، فهو يمتلك تصورا خاطئا بأن هذا النوع من السلوك، هو وسيلة ناجحة لتخفيف مخاوفه والتخلص من المشاعر المؤلمة. وينتهي بهم الأمر إلى الرفض من قبل المجتمع. وهكذا يستمر دورانهم في حلقة مفرغة

و يميل النرجسيون إلى مقاومة التغيير، لأنهم يرون أن معظم المشاكل تكمن في الآخرين وليس في أنفسهم

المصدر

BBC Worklife

 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *