كيف تخرج من عتبة الاسى

كيف تخرج من عتبة الاسى

لتصل للسلام الداخلي

سروشت صبحي

بداية،عليك ان تعلم ان السلام الداخلي لا يعني ان تبقى في حالة سعادة وايجابية ابدية، فهناك دائما منعطفات في الحياة، وسقوطنا او نكوصنا في امر ما، شيء حتمي لا ينافي الطبيعة والفطرة البشرية، لكن المقصود هو العيش بتوازن روحي وتحكم شخصي بالمشاعر.

وقراءتك لمقالي هذا لا يجعلك تصل لحالة السلام الداخلي التام، لكنه قطرة من بحر يساعدك لتقرر ان تعيش بسلام، ومن ثم عليك اتمام الرحلة. فمن الآن وحتى نهاية كلمات المقال وحتى يوم يخفت صوتي، اقول لك اختر سعادتك.. اختر سعادتك..

من المفيد الركون للامثلة، فمثلا لو مررت بحالة هبوط شعوري، عليك اولا بتصيّد نوع الشعور بالضبط وتحدده، هل هو حزن ام قلق ام هستيريا ذنب؟ ومن ثم تعرف مصدره والمصدر الذي يغذيه وكيف تغذيه؟ فيكون لديك وعي بمشاعرك وافكارك وتستطيع التحرر من السلبي منها. فانت بحاجة لأن تدخل كهفك وتتقوقع على ذاتك من حين لاخر وتستمع الى صوت روحك وحديثك الداخلي، وتسكن آلامك، فهذا يرشدك للطمأنينة والسلام. ولا تقاوم هذا الهبوط الذي تصاب به نتيجة المشاعر السلبية وحالات الشعور بالاحباط، فالمقاومة يفشيه ويزيده سوءا.

انك ستتجاوز حالة الشعور السلبي، نعم، سوف تتجاوزه لفترة، لكنه يعود اليك بعدها بشكل آخر ووقت آخر غير الوقت الحالي. تمدد واسترخ، تأمله، نعم سيبدو ثقيلا في اوله، وتكاد تتحمل لغزاته وتتجرع مرارته، لكن لا مهرب الا بالتشافي البطئ.

اجعله يتغلغل في روحك ويتشرب بعش حزنك للنخاع، أبك، تذوق فيه كل انواع الشعور السلبية حتى يصل الى اعمق نقطة فيه، عندها لن يتبقى مجال ويتلاشى كل الحزن كغيمة سوداء، وسوف تتحرر منه وتجرب الشعور بالعتق والخفة، فتصبح قويا لا يهزمك شيء، لانك جربت كل المشاعر السلبية وتجاوزتها وتشافيت منها، فلا تؤثر عليك هذه المشاعرعندما تتذكر الموقف. واخيرا ستجرب الشعور بالنشوة ولذة التجاوز، وانا لا اقصد تضخيم الامور، ولكن اعطاؤها حجمها الحقيقي من دون تقليل وتجاوز واستخفاف بها، ومن ثم علق قلبك بالله، اقرأ القرآن، فهو سكينة للقلب المنفطر وجبر للروح المنكسرة ونور للبصيرة العمياء.

ومن موجبات تجاوز حالات الاحباط والهموم، احاطة نفسك بالاشخاص الايجابيين، فهم مسؤولون عن نصف الذي تشعر به ان لم يكن كله. لا تكن كتابا مفتوحا ولا تجعل احد يصل لعمق مشاعرك، فكلما تعلقت بهم زاد تحسسك اتجاههم ويصبحون متحكمين بمشاعرك. تخلص من المشاعر السلبية المتراكمة بداخلك من غل وحقد وغضب وبغضاء وانتقام. سامح من تسبب بها فسلامك الداخلي يبدأ حين لا تسمح لأحد ان يتحكم به.

اليك مفتاح السعادة:

تعلم كيف تستيقظ كل يوم بذاكرة جديدة، مارس الرياضة، استنشق الهواء، تأمل الكون، ركز على نفسك، تقبل ذاتك، دوّن افكارك، ارسم مسارك ولا تسمح لاحد ان يقرر بدلا عنك، كن المتحكم الاول في حياتك والمفكر الوحيد بعقلك، تخلى عمّا يرهقك ولا تندب حظك ولا تتقمص دور الضحية، اثبت عند الفواجع واستخلص الحكمة من كل تجربة مريرة. كن صادقا مع نفسك ولا تجرح قلب غيرك فتجرع السم من نفس الكأس. ازرع في قلوبهم المحبة واسقها بالعطاء. كن شفافا، فسر نفسك واستفسر عن الاشخاص، فذلك يوفرعنك الكثير من المتاعب. اكرم ذاتك، مارس هواياتك وخذ قسطا من الراحة، وعش حالة من الرضا والحب والامتنان للذات، لانها لم تتبع خطوات الأيجو.

ولتعلم ان هذه الامور التي تضع مفتاح السعادة بين يديك، لا يمكن تحقيقها بضغطة زر، ولكن يجب ان تدرب نفسك عليها شيئا فشيئا، وسوف تصل اليها بقدر المجهود الذي تبذل. وعندما يغمرك السلام الداخلي، فتستمتع حتى بنسمة الهواء عندما تتخلل مسامات وجهك اللطيف واصابع يدك الرقيقة. كن سيد مزاجك، فلنفسك حق عليك. اسدل عنها الستائر وافتح لها نوافذ النور، ولا تجعل خلاياك تموت واحدة تلو الاخرى. تذوق نفسك واكتشف المجرّة التي بداخلك، المجرّة التي انطوت فيها المعالم، فحالتك الآن هي مرآة لمشاعرك.

ئةمة وتاريَكي زؤر ثوخت بة سوودة… كاريَزي.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *