كيف يتسلل النور لقلبك ان لم يشق لنصفين؟

 

 سروشت صبحي جاسم

مرحلة خامسة قسم الصيدلة

جامعة تیشك الدولیة – اربیل

.سوف لا اكتب لك مقدمة تشدك ولا اشرح لك ما يدور حولك ،احاكي وجدان كل شخص مر بحزن فمهما كنت شخصا سعيدا اعلم انك ولو لمرة في حياتك مررت بهموم لا يستطيع الفرد مواجهته وحده لكنك واجهته وحدك ومن هول ما اصابك شعرت انه لم يعشه احد من قبلك لكن لو اطلعت على خبايا الصدور لوجدت الجميع لديه نصيب من الشقاء وهذه طبيعة الحياة خلق ليشبعنا لكمات وتحديات فما خلقنا عبثا ،الحياة ليس ذو معنى و هدف فهي عبارة عن مسرحية تراجيدية تارة وكوميدية تارة اخرى فالاستمتاع به هو الهدف لانه كلما ظننت انك نجوت ستتفاجئ بلكمة اخرى والحزن تعثر مفاجئ لا حيلة لك به وليس خيارك لكن المكوث والعيش فيه والتمسك به خيارك انت فالنهوض و السعادة قرار ولا احد يستطيع ان يقوم بترميمك او يعيدك الى نفسك الا انت وانت المسؤل الاول عن سعادتك فلا تعتمد على احد ولا تنتظر من الاخرين مداواتك فلا احد يستطيع ترميمك سواك . لا تحمل هم المستقبل ولا تخف،فالمخاوف اغلبها ان لم يكن جميعها اوهام ولا يحدث الا ما كتب لك . ارجوك لا تحمل هم كل الدنيا على ظهرك رفقا بنفسك فلقد تألمت روحك بما يكفي . حتى محيطك لا تحمل همهم على عاتقك وتتاثر بهم وتعكر صفو ودادك اشفق على الكاره،اشفق على الغاضب،اشفق على المؤذي،اشفق على كل شخص سلبي ،كل من لا يختار الحب والسلام والجمال،اقصى معروف يمكنك تقديمه لنفسك ولهم ان تبعدهم عن دائرتك و ان لا تتاثر بهم . ارهم طريق الرحيل،ولوّح لهم بالتمني الجميل. تبلد امامهم او ابتعد عنهم واهجرهم انت الرابح وامضي في طريقك لانك ستكون مصدر تهديد لهم فطاقتهم لا يتناسب مع طاقتك لذلك يستدرجونك لبيئتهم لافكارهم لسلبيتهم. اشفق عليهم فقط لا تزدها عليهم فما فيهم يكفيهم هؤلاء لم يعرفوا الحب قط ولم يتذوقوا الجمال كرههم للعالم وسوءهم لم يأتِ من فراغ أتى من كرههم لأنفسهم ،من مشاعر التوتر،من الضياع ،من الحرمان ,من الفقد،من الفراغ ،من الهم ،من الاحباط ،من جراح الطفولة ومن غول الخوف من المجهول هؤلاء يعتصرهم الالم وينزفون من الداخل ،ان استطعت ادراك هذه الحقيقة حينها لن تتاثر بأحكامهم عنك وتتخطى نصف الشعور ،احذر ان تقع في فخهم ،فلا تجعلهم يتغذون عليك ويفرغون طاقتهم فيك واحكامهم عليك وتصبح مكب لنفاياتهم ،فهذا انعكاس لما في داخلهم واسقاطات نفسهم ولا دخل لك فيه ، فلا تاخذه على محمل شخصي وتغضب نفسك فهذا اقسى انتقام وعقوبة لنفسك لانه ثأر امر قديم وليس ثأرك انت ،فالحياة قصيرة والعالم موحش بما يكفي لا تهدره بسلبية،احط نفسك بالاشخاص الايجابيين والارواح الموازية لروحك ،عش عالمك الخاص الملئ بالسلام ،كثف اهتمامك بنفسك واسلط الضوء على اخطاء روحك وقم بتصحيحها ،اعتزل من يؤذيك ولا تبذل وقتك وطاقتك وسلامك النفسي لاصلاح ماهو مكسور فيهم دعه يصلح نفسه ان اراد فلا تنسى ان التغيير ارادة ومحاولتك لتغيير الناس ليس سوى هدر لطاقتك وسلب سلامك الداخلي فقط اخبرهم انك ستقدم المساعدة لهم ان احتاجو ذلك ،غير من نفسك ليتغير العالم،عليك بنفسك ولا تحمل نفسك مسوليتهم الا اذا كان طاقتك للتحمل خارقه وتجيد دور الاصلاح دون كلل وملل ولم تستطع عالرحيل فتعاطف معهم بتقبلهم واحتضن ألمهم مع تخدير تام لمشاعرك واحاسيسك والتخلي عن الرغبة بالتبرير او الرد او اللوم والعتاب اختر التسامح والا طاقتك ستنزف فهذه مهمة شاقة عسيرة وليس مهمتك اسعاد الجميع ،ولست معني بالتهذيب واصلاح العالم والبلاد فهذا جلد للذات لانك لا تستطيع تغير الناس ولا منعهم من ايذائك لكن تستطيع ان تجعل من نفسك ان لا تتاثر بهم ،ابتعد عنهم بهدوء لكي تعيش بسلام ولا تشغل نفسك بمن يرهقك ويتعب اعصابك ويمرضك نفسيا فالعالم اكثر اتساع و وفرة ولازالت الخير تكمن في ارواحٍ ما. وفر وقتك وضع نقطة توقف عن وضع الفواصل فالعمر لا يتسع للمزيد من الاشخاص الخطأ. ولا تحزن حين تضيق بك الحياة ويداهمك الهم من كل اتجاه وتضن انك لن تنجو ،فافضل تبريرين تحدث به نفسك حين يصيبك ما لا تطيقه، ان امر المؤمن كله خير والضربة التي لا تقتلك تقويك. هذه الألم تحتاجه يا صديقي كي تتطور و تنمو وتصبح اقوى واعلم ان الالم الكبير تطهير لقلبك وروحك وهو من يخلق الوعي وتغير فيك انماط تفكيرك ونسف مبادئك بما يتناسب مع زمانك ومكانك والمحيطين بك وتحررك من معتقداتك التي لا تخدمك وتمنحك الحكمة لتحويل الجروح لدروس وتطهرك من الآلام ويطفو واحدة تلو الاخرى كالزبد على البحر ،يظهر ليشفيك من جروح ماضيك وطفلك الداخلي لترتقي بوعيك فهي السلم للوصول للقمة،والحياة قائمة على العيش في النقيضين معا فلولا الحزن لما شعرت بالفرح،ولولا الفشل لما شعرت بفرحة النجاح والانجاز ولولا التعثر لما فرحت بالوصول ولولا القبح حولك لما تذوقت جمال الارواح الطيبة حين تلقاها ولولا الفقد لما شعرت بقيمة الموجود ولولا قصة الحب الفاشلة ذاك او بالاحرى التعلق المزيف لما تعلمت ان تختار الشخص الصح والمناسب لك من جديد حسب اهوائك والمستحق لهدر طاقتك وفكرك وحب قلبك له ولما عرفت معنى الحب الحقيقي الناضج الصحي و عشته بشكل اعمق ولما ازهر الورود بدل اثار السهام ولما غرد اليمامة و رفرف الفراشة بدل صرخات الالم والقيود ولما شعرت بالولع سعة السماء و التوسيد في موطنك الحقيقي بعدما كنت تشتكي الوحشة والاغتراب ولما شعرت بالانصهار والتناغم الروحي كنوتة موسيقية بعدما كنت تشتكي الاحتراق وعدم الانسجام ولما عرفت ماذا يعني الحب الحقيقي والامان واختلاف شعوره وبعده كل البعد عن العذاب والارهاق والافتراق والامر لا يتعدى كونه تعلقا وحبا هرمونيا وحينها ستفهم اخيرا لما لم ينجح الامر مع ذاك . ولولا الناس المتعبة لما احببت ذاتك ولولا الظروف الصعبة لما تعلمت المرونة ولولا فقد الوظيفة لما اكتسبت الخبرة لتنجح وتختار وظيفة افظل منه ويستحقك ولما تعلمت عدم القبول واهدار وقتك في بقائك في مكان لا يستحقك , لذا كثرة الثقوب في قلبك ما هو الا بوابة لتبدد الظلام و تسلل النور اليه وتشرق روحك من جديد كثريا من بلور فمن رحم المحن يولد المنح ومن احلك الظلام تشرق الشمس ،وكل ما يؤلمك هو لصالحك لولاه لما كنت الشخص الذي انت عليه الان فتضاف الى رصيد خبرتك و ترتقي بوعيك وتصقل ادراكك للحياة وتهديك قوة و وعي وتغير وتطوير لتعالج وتصلح ما بداخلك وتخرج بأفضل نسخة منك . اوصيك بنفسك ،فليس هناك في الحياة مسأله تستحق الحزن.وانا لا اقصد الاستهانة بالاحزان وانكار وجودها،فطالما تتاثر به فهو بالتاكيد يحتل جزء من روحك لكن اقرار المكوث فيه ينهشك من الداخل يتآكلك كخلايا سرطانيه بشراهة،لا تستسلم له وتقول ليفعل ما يفعل ارجوك تخلص منه لا تسمح له ان يتفاقم سوف يأكلك كما ياكل النار الحطب رويدا رويدا ،ستفقد روحك بريقها ، وعيناك رؤية الجمال وقلبك ادراك الحياة. الحزن لا يعيد ما فات لكنه يترك وراءه ما هو اقسى من الحزن ،من امراض والام جسدية ونفسية وروحية وعقليه واضطرابات سيكوسوماتية انت في غنى عنها ويخفت وهج روحك وبهجته وشغفك ومع الوقت تصل بك للكآبة دون ان تشعر وتشيخ قبل الأوان وتصبح هشاً يكسرك النسمة تتحسس من ابسط الاشياء في الوقت الخطأ والاسباب الخطأ وتسقطك اخف الضربات ، لا تحتضن الالم سوف يلازمك ويلتصق بك دعه يمر دون ابداء اي ردة فعل ومقاومة لانه يعيقك عن التفكير بالحلول ويجعلك تنغمس في المشكله وتدور في نفس الدائرة دون الوصول لوجهة ومخرج وحل والاجابة على التساؤلات ففكر انك خارج صندوق الالم لترى الحلول ولا شئ يدوم ،كل حزن زائل انها مسألة وقت فقط وستفهم يوما ما انها ما كانت تستحق كل هذا الحزن وآمل ألّا تفهم ذلك متأخراً .فالمريض سيشفى والحزن يتبدد ،المخاوف يتلاشى والهم تفرج والدين تقضى والضيق تتسع ،الدروب تزهر والادعية تتحقق كمثله او بافضل منه والغائب يعود او تتأقلم على غيابه وتحب نفسك وهذا اعظم مكسب ان ادركته و الصديق الذي راهنت عليه ستستبدل بأفضل منه او ستصادق نفسك وتحبه اخيرا فما من شئ يستحق الحزن كله عابرٌ الا الموت هنا اختم كلامي فنقطة

 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *