التوقيع او الامضاء الخطي.. ترف ام حاجة؟

 

 

 

د. عدنان عبدالله رشيد

التوقيع الخطي او اليدوي هو رمز او مجموعة رموز على شكل حروف او صور تعبر عن هوية (او تكون بمثابة تعريف) لشخص معين (صاحب الامضاء)

ولا يعرف التاريخ الدقيق لظهور التوقيع، ولكن يرجح ان السومريين هم اول من مارسه

حيث استعمل السومريون رموزا مختصرة لنقل معنى شيء معين، ويقول الآثاريون انهم عثروا على لوح سومري مكتوب منذ ما يقارب ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد سطر كاتبها (غار آما) علامات تدل عليه، وكذا حذا المصريون حذوهم ومن بعدهم الرومان

ولم تدخل التوقيعات عالم القانون إلا في سنة 1677 في انكلترا، حيث اشترط البريطانيون التوقيع على العقود لحمايتها من التزوير والاحتيال

ومع تطور فن التوقيع تطورت طرق وأساليب تزوير التوقيعات، وجنباً مع جنب ظهر علم كشف التواقيع المزورة

وأيضا دخلت التواقيع في آليات علم النفس، حيث اعتبر التوقيع دالا على شخصية صاحبه والدخول في مكامن دواخله للتعرف على صفاته وهمومه

وهناك عوامل كثيرة تؤثر على توقيع الأشخاص، او على توقيع نفس الشخص في ازمان مختلفة

فكما ورد في ويكبيديا فأن توقيع الرئيس جورج واشنطن (في عام 1795) مختلف عما كان عليه عندما كان يبلغ من العمر 18 عامًا ويعمل ماسحًا للأراضي. وبعدما فقد أدميرال نيلسون، الأدميرال البريطاني، يده اليمنى في معركة شارك فيها عام 1797 تحول إلى استخدام يده اليسرى. ولكن، تختلف درجة التغير بصورة كبيرة. ففي حين تغيرت توقيعات واشنطن ولينكولن بدرجة طفيفة خلال حياتهم البالغة، كان توقيع جون إف كينيدي مختلفًا في كل مرة وقع بها

وايضاً عامل مستوى التعليم والحالة الصحية وغيرها. فلقد كان لدى مغني البلوز جون لي هوكر مستوى محدود من التعليم وانعكس ذلك على خط يده. وكان كل من الملحن تشارلز أيفز والملاكم محمد علي يعانيان من مرض باركنسون، وتظهر آثار هذه الحالة الصحية على خط يديهما أيضًا. ولم يكن لدى الزعيم جيرانيمو من الأمريكيين الأصليين أي فكرة عن مفهوم الأبجدية، فلقد كان “يرسم” اسمه كما لو أنه رسم صوري

وهناك هواية جمع توقيعات المشاهير وتسمى بالأوتوغراف

ومن ضمن أشهر الفئات التي يتهافت الأفراد على توقيعاتهم هم: رؤساء الدول والشخصيات العسكرية والرياضيون والشخصيات الثقافية الشهيرة والفنانون والقادة الاجتماعيون والدينيون والعلماء ورائدو الفضاء والمؤلفون

وهناك صحفي عراقي اسمه احمد فوزي عبدالجبار (1927-1991) الف كتاباً بعنوان (شخصيات وتواقيع)، حيث جمع فيه مجموعة كبيرة من تواقيع الشخصيات السياسية في العراق والدول العربية

فأذن، التوقيع ضروري احياناً وكمالي في اغلب الأحيان، لذلك يحاول اغلب الناس ابتداع توقيع خاص بهم يكون ذو جمالية وعصية على التقليد

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *