لا تعجل بوضع القبعة ايها الخبير

سروشت صبحي جاسم

مرحلة رابعة قسم الصيدلة

هناك شكوى تبديها النساء دوما ازاء الرجال بانهم لا يحسنون الانصات للسيدات. فالرجل اما لا يعيرها الانتباه اللازم عندما تمرّ بضائقة، او يستعجل بوضع قبعة الخبير فوق رأسه ويقدم دررا من النصح ويفرد عضلاته بتقديم الحلول

مفهوم الذات عند الرجل هو المساعدة والانجاز وتحقيق الهدف بمفرده، وان كان ذلك رمي ورقة عن بعد الى السلة، عليه فان مفهوم الانصات لدى الرجل هو تقديم الحل للمشكلة، ليشعر بالرضى والارتياح عن نفسه، وان الذي قدمه كاف لأقرب شخص اليه. طريقة الرجل هذه في التعامل مع المرأة والتي تخلو من الاهتمام الواجب من وجهة نظر المرأة، ينافي طبيعة السيدات المولعات اصلا واساسا بالاستماع اليهن وابداء التعاطف والاهتمام لكل شاردة وواردة مهما كانت صغيرة

طبيعة الرجل هي من نمط آخر، فهو عندما يعاني من مشكلة، يختلي بنفسه ويضع خطة لمعالجتها من دون ضوضاء، وهو لا يلجأ الى الآخرين الا اذا وجد نفسه عاجزا عن التوصل الى حل مقنع، عندها فقط يلجأ الى من يثق به ويتلقى النصح من خبير، لأن الرجل يعتبر الشكوى مما يعانيه ضعفا وقصورا ذاتيا، وهذا لن يرضى به الرجل لنفسه

اما الشكوى والتحدث عن المشكلات بالنسبة للمرأة، فهو لا يعني الحاجة الى حلول بقدر ما يعني ذلك الفضفضة والتضخيم والبوح عن المشاعر التي يصعب كتمانها لدى السيدات. جل ما تحتاجه المرأة هو الاصغاء والتعاطف لتشعر انها محبوبة ومرغوبة ومعززة وذات شأن يستمع لما تقول، وبذلك تشعر بالدعم والاسناد وان لم يكن لدى الرجل ما يقوله، يكفيها الاصغاء فقط. وعندما لا تجد هكذا دعم من الرجل تنزعج المرأة كثيرا، ويترجم الرجل ذلك بانها تلومه عندها ينبري ليدافع عن نفسه وموقفه، هذه الحالة من عدم الانسجام بين الرجل والمرأة تتراكم بمرور الايام ليخلق هذا التراكم جدارا عازلا من عدم الفهم بين الاثنين

تكرار هذا المشهد في الحياة الزوجية لا يعني انهما غير منسجمان او ان شخصيتيهما تتعارضان، بل مرد ذلك هو الاختلاف الفطري من حيث التكوين العقلي والجسماني والحسيّ المختلف بين الاثنين، هذا التباين في الفطرة هو الذي يجعل لك منهما احتياجاته وطريقة تفكيره المختلفة وطريقته في الكلام والتعبير

من هنا نرى لزاما على الرجال اتباع طريقة غير مكلفة من حيث تقدير المرأة، وهو الاستماع والانصات اليها باهتمام والتواصل مع حالات الاحباط لديها واظهار الليونة والمرونة من دون اصدار الاحكام والانتقادات حتى وان كان الرجل لا يتوافق مع رؤاها، فمن المهم ابداء الاحترام والود للمرأة والتجاوب معها وتقبل وجهة نظرها، فالذي تراه انت خطأ هي تراها صوابا

المرأة احوج ما تكون للعطف ومدارات المشاعر وابداء اللطف والنعومة وتفهم الاحاسيس والرعاية والاهتمام، هذه الامور مصادر وروافد تجعلها تشعر بالرضى والطمأنينة والارتياح والتحسن

ختاما نقول، للمرّة القادمة امسك لسانك وانتزع دفاعاتك من دون الشعور بانك ملام او مسؤول، في هذه الحالة فانك ستنال اهتمام سيدة المنزل لتكون ممتنة لك. النية الحسنة وحدها لا تكفي، الاستماع والتعاطف ومن ثم الحل، ان امكن ايها الخبير

 

 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *