بابا الفاتيكان للعراقيين: انتم جميعا اخوة

 

هرمي جيمس

جاءت زيارة قداسة البابا فرانسيس الى العراق واقليم كردستان تحت شعار “انتم جميعا اخوة”. هذا الشعار جاء ليجسد تطلع اكبر سلطة دينية في العالم المسيحي ودعمها للسلام والوئام والعيش المشترك بين اطياف شعب عانى الكثير بسبب التشتت والصراعات التي عصفت بنسيجه الاجتماعي

انها زيارة تاريخية بكل المقاييس، تأتي في زمن صعب يمر فيه العالم بسبب تداعيات تفشي جائحة الكورونا، حيث يتعايش سكان العالم أجمع مع حالة غير اعتيادية وظروف ازمة تدفع خلالها الشعوب والدول ضريبة التعايش معها باهضا، علاوة على الوضع الامني غير المستقر في عموم المنطقة، حيث يشكل العراق بؤرة رئيسة للصراعات المتأججة والتي تهدد الامن والاستقرار، وهزّت اركان السلم الاهلي بين السكان من الصميم، وادت الى تقديم اعداد كبيرة من الضحايا في صفوف المدنيين الابرياء العزل من الناس

جاءت هذهِ الزيارة تذكيراً وتأكيداً للحضور والتواجد المسيحي في العراق وإقليم كردستان منذ القدم، هذا المكون العريق والأساسي لهذه المنطقة، وكانت لزيارة البابا اهمية كبيرة من حيث تسليط انظار العالم على اقليم كردستان العراق، خصوصا من خلال “القداس” الذي رعاه قداسة البابا في الملعب المسمى باسم شخصية سياسية مسيحية يوم 7/آذار/2021 في اربيل عاصمة اقليم كوردستان، علاوة على تفقده المسحيين في سهل نينوى وناحية عنكاوا التي يسكنها عشرات الآلاف من ابناء المكون المسيحي في الضاحية الشمالية الغربية من عاصمة الاقليم. هذه البلدة اصبحت ملجأ ليس فقط لمسيحيي العراق فقط، بل لمسيحيي عموم المنطقة. كل هذا يدل على مدى سعة مساحة الشراكة الاجتماعية والسياسية بين مختلف أبناء القوميات والديانات المتعايشة في إقليم كردستان العراق من دون حساسيات متبادلة، في تجربة سياسية ومجتمعية تميز بها الإقليم عن باقي مناطق العراق والمنطقة طوال السنوات الماضية

“انتم جميعا اخوة”، هذه الحقيقة الانسانية الكبرى التي كانت شعار الزيارة التي قام بها قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان خلال الفترة 5-7/آذار من هذا العام الى العراق واقليم كردستان، ستكون بادرة خير طيبة تترك اكبر الاثر لجهة دفع مكونات المجتمع العراقي نحو المزيد من الألفة والتآخي والتعايش السلمي البناء، وايضا الى تعزيز وتقوية العلاقات الايجابية بين مكونات النسيج الاجتماعي العراقي بشكل عام ويزيد هذه الحالة رسوخا وثباتا في اقليم كردستان

زيارة قداسة البابا وهي الاولى في تاريخ العراق وكردستان، كانت فرصة ثمينة لتعميق ثقافة التعايش والتسامح وقبول الآخر لما حملته هذه الزيارة من رسالة سلام وامل وتسامح وتآخ

 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *