الحنين الى الوطن

بروفسور د. حامد العيساوي

لهذه القصيدة قصة حقيقية تتمثل في التالي: أول ما وصلت الى ددلي في 14 شباط 1972 كنت قد سكنت مع عائلة (Land Lady) في مدينة ددلي، وفي الليلة الثالثة حلمت بأنني مع أهلي وأحبابي في بغداد. وكانت سعادتي كبيرة وأنا أحس بالوالدة الحنونة، رحمها الله وطيب ثراها، تقضني من نومي وكنت أتوثب للاستيقاظ من شدة الشوق حيث كنت أعيش لحظات سعادة غامرة، وفجأة دق الباب من قبل اللاند ليدي
(مسز هيلاري) وهي تصيح مفسدة علي ذلك الحلم الجميل:

 

Come on Hamed, Wake up. It’s time to have your breakfast and go to the college.

 

لقد أثر فِيَّ ذلك الحلم مما حرك قريحتي الشعرية حيث نسجت الأبيات الأولى لهذه القصيدة وأنا في الباص صباح ذلك اليوم في طريقي الى الكلية ثم اكملتها مساء ذلك اليوم واليومين التاليين. وأدناه نص القصيدة:

 

مِنْ  كُلِ  وَفاءٍ  وَ حَنينْ   اُهديكَ  البَسمَةَ  يا وَطني
وَأجوبُ  اثيـراً   أسألُهُ   عَنْ  دِجلَةُ   فَوّاحِ  الفَنَنِ
عَنْ  كُلِ حَبيـبٍ  أذكُرُهُ   بِسِماتِ  الخَيرِ  وَيَذكُرُنيْ
عَنْ كُلِ صَديقٍ كنتُ لَهُ   سَنداً   للدَهرِ   و سانَدَنيْ
عَنْ  كُلِ  أخٍ اَحتاجُ  لَهُ   عَوناً  في  الشِدةِ والمِحَنِ
عَنْ  أُمٍ ما زلــتُ  أراها   في الطَيفِ نَشيداً يُطربُنيْ
والصوتُ، الصوتُ أغاريدٌ   عَذبىْ   تَتَرنَمُ   فيْ  أذُنيْ
وَ أحسُّ    بِأَنَّ    أَنامِلَها   في الصُبحِ بِرِفقٍ تُقِضُنيْ
وَ  حَنانٌ    فاضَتْ   آنيهِ   كَشُعاعِ   البَسمَةِ  يَغمُرُنيْ
نَبَراتٌ    جاءَتْ     بِحَياءٍ   تَتَردَدُ   كَيْ   لا تُزعجُنيْ

 

فَأشُجُّ غِطائيْ  مِنْ  فَرَحيْ   وَأَهُبُ  الى  مَنْ  أَيْقَضَنيْ
وَ أُيَقِضُ     نَفسيْ  بِسخاءٍ   كَيْ  أَلْقىْ  وَجهاً  يَعرفُنيْ
وَأُمَعِّنُ في الوَجهِ المألوفِ   الفَيّاضِ  حَناناً  فيْ  حُزُنِ
فَاِذا  الأيامُ ….الأيامُ  الشأ   مــاءُ    تُجيبُ    تُخَيِبُنيْ
وَ تقولُ  الشُقةُ  قَدْ  بَعُدَتْ   لا تَحْفَلْ  في  ذِكرِ الوَطَنِ
لا الوَجهَ  الباسِمَ  كانَ هُناْ   والصَوْتُ خَيالٌ  ساهَرَنيْ
وَفُصولُ الحُلْمِ قَدْ احتُجِبَتْ   خَلْفَ   الدَوّامَةِ   وَ المُزُنِ
وَ  بِأَنَّ    أنامِلَ   ايقاضيْ   مِلْكٌ     لِغَريبٍ    يَجْهَلُنيْ
فَأُجيبُ    الأيامَ     بِحَزْمٍ   وَ أدُكُ  صَداها  في  العَفَنِ
وَ أقولُ خَسِئْتِ فَلا أرضيْ   أَنساها  اليَومَ  وَ لا عَدَنيْ

 

اِنْ طالَ فِراقيْ عَنْ وَطَنيْ   أَوْ   عَنْهُ   قِفارٌ   تَحجِبُنيْ
سَأَظَلُ أرَدِدُ    ذِكْــــــراهُ   ما طالَ  الوَقتُ  وَ باعَدَنيْ
وَ رِباطُ    مَحَبتنا    يَبقىْ   رِياً   وَ غِذاءً     لِلبَدَنِ
وَ نَشيدُ    غَريبٍ     لِلُقْيا   سَيُصـارِعُ  اِرْغامَ  الزَمَنِ
يَتَطَلَعُ    لِليَـومِ ..المَنْشودِ   وَ حُزنُ  الغُربَةِ يَعْصُرُنـيْ
يَشدو   بالعَودَةِ  في  أَمَلٍ   وَ يُرَدِدُ  لَحْناً  فيْ   شَجَنِ
فَلَكَ    الِأنشــادُ   أَغاريدٌ   وَلِأَهليْ  فاسْلَمْ  يا وَطَنيْ

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *