الجاثوم (شلل النوم)

اعداد: جمانة

ربما مررت بتجربة تؤدي بك الى الفزع، وتشعر بثقل في صدرك يمنعك من الحركة، ولا يمكنك تحريك أي عضلة من عضلات جسمك، ومنها لسانك، اي تفقد حتى قدرة الكلام. تُعرف هذه الحالة بالجاثوم، أو شلل النوم. تكون في هذه الحالة مستيقظًا ومتأكدًا من يقظتك؛ لأنك ترى وتسمع ما حولك بشكل طبيعي، ولكنك لا تستطيع النهوض من فراشك، كي تهرب من شيء ما يسبب لك فزعًا، ثم فجأةً، يتحرر جسدك “تستيقظ” وتستعيد عافيتك.

كانت هذه الحالة على مر التاريخ مصدرًا للأفكار الشعبية والتفنن في سردها، إذ فسرت الحالة في العهود السابقة بشكل خرافي يقول بوجود كائن يجثم على الصدر، ويمنع النائم من النهوض, لكن العلم دحض هذا الادعاء، وعلمياً، تُدعى هذه الحالة بشلل النوم، وهي تحدث عند الوصول إلى الحاجز الفاصل بين اليقظة والنوم، وقد تكون بعد النوم أو قبله، لكن من المرجح أنها تحدث بعد دخول حالة النوم.

تكون، في هذه الحالة، حاستا السمع والبصر فعالتين بشكل طبيعي، مصحوبتين بهلوسات سمعية أو بصرية أحيانًا، أي انك تسمع أصواتًا غير موجودة في الحقيقة.

يُقسم النوم إلى مراحل تتأرجح بين طورين، يسمى الطور الأول نوم حركة العين غير السريعة، أما الثاني فهو نوم حركة العين السريعة. ويتضمن الطور الثاني حالة الانخراط في الأحلام، حيث لا تحدث الأحلام في الطور الأول.

عندما يصل الانسان، إضافةً إلى العديد من الثدييات، إلى الطور الثاني من النوم، يبدأ برؤية الأحلام، لذا تكون هذه الحركة العشوائية السريعة للعين محاكاةً لحركة العين حينما ترى المشاهد في الأحلام. فلو كنت تحلم، ورفعت نظرك كي ترى مشهدًا معينًا في سماء حلمك، فستتحرك مقلتا عيناك أثناء نومك إلى الأعلى.

يتناوب هذان الطوران عدة مرات، ليكون لكل طور مدة زمنية تقارب الـ(90) دقيقة. يحدث في الطور الثاني (نوم حركة العين السريعة) فصلٌ بين الدماغ والعضلات الإرادية بشكل عام؛ وذلك كي لا تتفاعل عضلات الجسم مع الأحداث التي ينخرط فيها الدماغ الحالم. تخيل لو أنك كنت تحرك يديك وقدميك واقعيًا لتحاكي ما يدور في أحلامك، سيكون هناك خطر على سلامتك وسلامة النائمين بقربك وكل شيء قريب منك بسبب هذه الحركات غير الواعية.

في بعض الحالات، يستيقظ الشخص قبل نهاية الطور الثاني، فيجد عضلاته مشلولةً ومفصولةً عن نشاطه الواعي، وخارج نطاق سيطرته، رغم أن سمعه وبصره وإدراكه لمحيطه في حالة سليمة مبدئيًا، لذلك يكون واعياً لذاته، لكنه لا يستطيع التحكم في جسده. لوحظ من خلال الدراسات التي اجريت في هذا المجال، أن شلل النوم، على الأغلب، مرتبط بالنوم على الظهر، والوجه إلى الأعلى، وتزيد هذه الملاحظة قناعة البعض بوجود مخلوق ما يجثم على صدرهم.

المصادر:

Stanford

ibelieveinsci

webmd

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *