حب الذات
(لا تنفر، فلا أقصد حب الأنا)
ســروشت صبحي جاسم
حب الذات غريزة فطرية خلقها الله في النفوس البشرية، وهي لا تعني الانانية او النرجسية، ولا تثير قدرا من الرعب ولا تخترق كل النقب، الا اذا احدث فيها ثقب.
حب الذات آية من آيات الله، وقد امر جلّ وعلا، جميع الملائكة ان يسجدوا لأبينا ادم وسخّر لنا جميع نواميس الكون وجنوده، وخلق الجنة تكريماً لنا.
كل ذلك، أيعز عليك بعد هذا وذاك، ان تحب ذاتك؟ فذاتك هي الأولى بالفهم، لانها امانك ومصدر قوّتك. احبها واغدق عليها العطاءـ اجعلها مدللتك الاثيرة وتهادن معها. ابتعد عن ما يؤذيها، ادعمها وعاملها كما انها شخص عزيز على قلبك. فمن يستحق هذا الحب اكثرمنك؟
تذكر انجازاتك وافتخر بها، ولا تنظر اليها وكأنها حدثت في حياة شخص آخر، فلم تمنح الحواس الخمس لجميع الناس، ان كنت تملك كلهن، فكن ممتناً لها. تعلم من اخطائك وتعلم ان تضحك عليها عندما لا تكون على مستوى توقعاتك، وأشف جراح نفسك.
اوقف التأنيب ولا تجلد ذاتك بالقساوة، فالنفس البشرية بطبيعتها نقية.
استعد ثقتك بنفسك وابسط تركيزك على ذاتك وتقبل ذاتك وتشبث بقناعاتك واحترم حدودك ولا تبخس حقك. فعندما تحب نفسك تحيط بك هالة مشعة مكونة من شفافية قلبك وسمو روحك ونورانية فكرك. يكون لك ذبذبات خاصة ويحبونك من حولك وينجذبون لطاقة الحب التي تحتويك، فهي اكثر شيء اهمية، بحيث يمكنك تقديمه للاخرين ويعطيك طريق واضح لفن حبهم، لأنك تعرف حقوق نفسك وما يمتعك ويحزنك، عندها ستشعر بألمهم وتعرف ماذا يحزنهم وما يزيدهم زهواً وتعرف نقاط قوتهم وما يشعرهم بالامان وتستشعر بفطنتك فرحهم الداخلي وحديث أرواحهم، وتصبح أكثر شجاعة للأفصاح عن مشاعرك والاهتمام بهم.
ولا يفوتك ان تتصالح مع نفسك وتتمنى الخير لغيرك، فالكون لا يلعب النرد، فالذي يحب نفسه يصبح أكثر معطاءً لأنه يعرف ان قيمته تقدربما يعطي ويعرف كيف يعطي.
اوقف التأنيب (كرّة اخرى) ولا تجلد ذاتك بالقساوة، فالنفس البشرية بطبيعتها نقيّة، استعد ثقتك بنفسك وابسط تركيزك على ذاتك وتقبل ذاتك وتشبث بقناعاتك واحترم حدودك ولا تبخس حقك.
